· خالد بادنجكي · أخبار  · 3 دقائق للقراءة

شبكة المستثمرين الملائكيين في سوريا - دعم جديد للشركات الناشئة

إطلاق مبادرة لربط رواد الأعمال السوريين بالمستثمرين وتمويل المشاريع الناشئة، في خطوة تعزز الاقتصاد وتدعم الابتكار.

إطلاق مبادرة لربط رواد الأعمال السوريين بالمستثمرين وتمويل المشاريع الناشئة، في خطوة تعزز الاقتصاد وتدعم الابتكار.

في 28 تموز 2025، أعلن وزير الاتصالات وتقانة المعلومات السوري، عبد السلام هيكل، إطلاق المبادرة الوطنية الجديدة تحت اسم “الشبكة السورية للمستثمرين الملائكيين” أو Syria Angels Network، بهدف فتح آفاق التمويل المبكّر للشركات الناشئة السورية وربط روّاد الأعمال بالمستثمرين المحليين والعرب والأجانب بصورة فعالة ومستدامة

بداية جديدة لريادة الأعمال في سوريا

أعلنت وزارة الاتصالات والتقانة السورية عن إطلاق “الشبكة السورية للمستثمرين الملائكيين”، كجزء من الأجندة الوطنية لريادة الأعمال. وتهدف هذه المبادرة إلى دعم الشركات الناشئة وربطها بمستثمرين سوريين وعرب وأجانب، في إطار منظم يضمن استدامة التمويل وتوجيه المشاريع نحو النجاح. تأتي هذه الخطوة في وقت تحتاج فيه سوريا بشدة إلى أدوات جديدة لتحفيز الاقتصاد، وفتح المجال أمام جيل جديد من رواد الأعمال ليشاركوا في بناء مستقبل أكثر استقرارًا وإنتاجية.

استثمار ذكي وبداية واعدة

ما يميز الشبكة السورية للمستثمرين الملائكيين أنها لا تقتصر على تقديم التمويل، بل تقدم نموذجًا متكاملًا يشمل التوجيه والدعم والخبرة. فقد شهد الاجتماع التأسيسي للشبكة التزام أكثر من ثلاثين مستثمرًا بتقديم تمويلات أولية تصل قيمتها إلى عشرة ملايين دولار. هذه الخطوة تعكس رغبة حقيقية لدى القطاع الخاص في المساهمة بدعم بيئة ريادية صحية داخل البلاد، وتفتح الباب أمام الشباب السوري لتحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة.

أهداف تتجاوز المال

تسعى الشبكة إلى خلق نظام بيئي متكامل يدعم نمو الشركات الناشئة، ويربطها بشبكات أعمال وخبرات محلية وعالمية. ولا تقتصر أهدافها على الربح، بل تشمل تمكين الشباب، وتعزيز ثقافة الابتكار، وتوفير فرص عمل حقيقية، وتقوية الاقتصاد الوطني من القاعدة. كما تخطط الشبكة خلال عامها الأول لإطلاق شراكات استراتيجية وتنظيم لقاءات تعريفية بين المستثمرين والمؤسسين، لبناء ثقة متبادلة وتشجيع تمويل أوسع وأعمق.

تأثير مباشر على الاقتصاد المحلي

إنّ دعم المشاريع الناشئة في هذا التوقيت يمثل خطوة جريئة نحو إنعاش الاقتصاد السوري، بعيدًا عن الأساليب التقليدية في التمويل. فالمستثمر الملائكي لا يقدّم فقط المال، بل يشارك برؤيته وخبرته وشبكته المهنية، مما يزيد من فرص نجاح المشروع ونموه بسرعة. هذا النموذج الجديد يعكس تحولًا واضحًا نحو اقتصاد يعتمد على المعرفة والإبداع، وليس فقط على الموارد التقليدية أو الدعم الحكومي.

تحديات تحتاج إلى حلول

ورغم أهمية المبادرة، إلا أن طريقها لن يكون خاليًا من التحديات. أبرز هذه التحديات هو الحاجة إلى بيئة قانونية واضحة تحمي حقوق الطرفين: المستثمر والمؤسس. كما أن البيروقراطية الإدارية قد تُبطئ وتيرة العمل، مما يستدعي تنسيقًا فعّالًا بين القطاعين العام والخاص. ومن جهة أخرى، تبقى ثقافة ريادة الأعمال بحاجة إلى ترسيخ أعمق بين الشباب، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها البلاد.

أمل واقعي لمستقبل مختلف

تشكل الشبكة السورية للمستثمرين الملائكيين بارقة أمل حقيقية لكل من يحمل فكرة أو حلمًا بتأسيس مشروع داخل سوريا. فهي تفتح نافذة جديدة على مستقبل قائم على المبادرة الفردية، والدعم المؤسسي، والشراكة بين العقول والتمويل. وإذا كُتب لهذه المبادرة النجاح، فإنها قد تُحدث تحولًا في المشهد الاقتصادي السوري، وتكون نواة حقيقية لنهضة قائمة على الابتكار والإنتاج.

العودة الى المدونة

منشورات مرتبطة

عرض كل المنشورات »